منتدى سلامة كيلة والعمل النقابي: بين إرث الديكتاتورية واستحقاقات الانتقال السياسي

أقام منتدى سلامة كيلة الثقافي ندوته الثانية في دمشق حول العمل النقابي والتحديات التي تواجهه، وذلك بمشاركة مجموعة من المتحدثين.

سليم خير بك استعرض دور النقابات في مواجهة الديكتاتورية خلال عهد الأسدين، متوقفاً عند تجارب الاعتقال الواسعة في الثمانينيات، وما خلّفته تلك المرحلة من إرث ثقيل على الحركة النقابية واستقلاليتها.

أما عارف الشعّال فناقش الأطر القانونية المنظمة للعمل النقابي، سواء في عهد النظام السابق أو في المرحلة الراهنة. وأشار إلى أنه، رغم مرور عام على سقوط الأسد، لم يحدث أي تغيير حقيقي في القوانين الناظمة للعمل النقابي، كما لم تُجرَ أي انتخابات داخل النقابات. وأوضح أنّ ما جرى هو تعيينات من الحكومة المؤقتة في بعض النقابات لسدّ الفراغ الذي خلّفه اجتثاث البعثيين من المجالس النقابية، ما أبقى العمل النقابي أسير الوصاية السياسية.

بدوره تناول سلطان جلبي تجربة النقابات في إدلب وإمكانية الاستفادة من تلك التجربة على مستوى سوريا ككل. وتطرق إلى أبرز التحديات التي واجهت النقابات هناك، ولا سيما من قبل حكومة الإنقاذ آنذاك، إضافةً إلى الدور المهم الذي لعبه المجتمع المدني في تشكيل هذه النقابات رغم الظروف الصعبة.

شهدت الندوة مشاركة واسعة من الحضور، وتمحورت غالبية الطروحات حول كيفية إحياء دور النقابات في المرحلة الانتقالية، وكيفية التعامل مع السلطة الانتقالية التي تحاول وضع يدها على العمل النقابي من خلال التعيينات المتتالية. كما دار نقاش معمق حول إمكانية إجراء انتخابات نقابية، فانقسمت الآراء بين من يرى ضرورة تأجيلها في هذه المرحلة ومن يدعو إلى التعجيل بها لضمان استقلالية النقابات.

وكان لنا أيضاً مشاركة في النقاش؛ حيث تحدث الرفيق أشرف، المندوب عن وحدة العمال/العاملات الدولية – الأممية الرابعة UIT-CI، عن خطورة المرحلة الانتقالية الحالية، مؤكداً أن انتظار “نضج” السلطة الانتقالية أو منحها الوقت يعني السماح لها بالتحكم الكامل في العمل النقابي، ومشبّهاً الوضع ببدايات عهد الأسد الأب. كما تناول أهم التحديات التي تواجه الحركة النقابية، وعلى رأسها غياب الضامن التشريعي، إذ تبقى القوانين المنظمة بيد مجلس شعب تتحكم به الحكومة المؤقتة عبر “الثلث الضامن”. إضافة إلى ذلك، أشار إلى ضعف التحالفات الأفقية بين النقابات وضعف الأحزاب السياسية الداعمة لها.

ودعا الرفيق أشرف النقابيين والنقابيات إلى التنظم والضغط لمواجهة هيمنة السلطة المؤقتة، والمطالبة بإجراء انتخابات نقابية حقيقية، والدفاع عن الحق في تشكيل نقابات جديدة. كما شدد على ضرورة بناء أوسع جبهة معارضة نقابية وسياسية للدفع قدماً بحقوق العمال والعاملات وحماية مصالحهم.

كذلك طُرحت دعوة للمنضوين ضمن النقابات إلى ممارسة دورهم الطبيعي في الحياة السياسية، وخاصة في المراحل الانتقالية، حيث يمكن للنقابات أن تلعب دوراً محوريّاً في بناء نظام سياسي جديد يقوم على “الحرية والكرامة”، و هما المطالب الحقيقية للثورة.

Yorumlar kapalıdır.